حقوق المرأة في الاسلام لقد خص الله المرأة في الإسلام بامتيازات عديدة عن الرجل تقديراً لمكانتها واكراماً لها حيث منحها الإسلام التكريم والتبجيل أكثر من الرجل وأمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله سائل من بمن أحق الناس
بصحبته قال صلى الله عليه وسلم (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك).وعن حقوق المرأة في الاسلام قال حمزة أبن مزوار رحم الله امرأة تلقي برأسها مثقلة من دوار الوحم رحم الله امرأة تفزع من نومها متألمة من جنينها رحم الله امرأة باتت تئن من أوجاع مخاض وطلق رحم الله امرأة انهمرت عيناها دمعا من الضيق والتعب رحم الله امرأة سهرت الليالي الطوال تراقب رضيعا لم ينم رحم الله امرأة اعتصرت عمرها في كأس لتسقي وليدها شهدا رحم الله امرأة
سبقت دمعتها دمعة ابنها إذا جاءها يشكو رحم الله امرأة زفت بيدها شابا وشابة إلى الحلال في عرس رحم الله امرأة
ألقت بسوار راحتيها لتعود أدراج السنين تربي حفيدها فرحا رحم الله امرأة كلما أيقظتها همومها
وخوفها على أولادها بكت لربها ودعت لهم وسجدت رحم الله امرأة بدأت وعاشت وماتت تحت العطاء ولم تطالب بجزاء ولا شكت قلة الوفاء ولا ضعفت في حبها يوما ولا وهنت ومن يجازي الأم سوى رب كريم عليم بما فعلت.
كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية خطبة الوداع بمراعاة حقوق النساء بالإضافة الى أن الله تعالى
كرمهن بتسمية سورة في القرآن الكريم باسمهن من أطول سور القرآن الكريم وهي سورة النساء التي تشتمل في نصها
على قواعد هامة خاصة بالمرأة يجب مراعاتها في معاملات متعلقة بالنساء.
تعرفي ايضاً :
احكام الطلاق في الاسلام تعريفة اسبابة انواعة
حقوق المرأة في الاسلام وامتيازاتها:
تتحمل المرأة مسؤوليات عظيمة ورفيعة قد أوكلها الله لها فهي تهيئ نفسها وتعدها لتكون سكناً معنوياً وحسياً وروحياً
لزوجها وشريك حياتها لكي يؤوي اليها ويعيش في ظل انوثتها وغزارة عواطفها التي تتميز بالمودة والرحمة وذلك
لقوله تعالي (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وتتحمل أعباء الحمل ومشقة الولادة ومسؤولية الأمومة في نشأة الأطفال وتربيتهم واعدادهم لكي يعتادوا على تحمل المسؤولية وقدرتهم على الالتزام بتكاليف الحياة ولا شك أنها هذا الأمر
هو مسؤولية عظيمة وكبيرة جداً تتصاغر أمامها أي مسؤولية أخرى ومقابل هذان الأمران العظيمان منحها الإسلام امتيازات عديدة عن الرجل بأن الاسلام خفف عنها أعباءً كثيرة دون انتقاص حقوقها
فلقد أعفاها من القيادة ومسؤولياتها وجعلها على عاتق الرجل وله أن يستعين بها إن أرادت ذلك متطوعة
وبرغبتها دون تحميلها ملا تطيق كما قال عز وجل ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ) 34 النساء، وأعفاها من فريضة الحرب وجعل ذلك من مسؤوليات الرجل ولن يحرمها من الرغبة في المشاركة
إن أرادت ذلك كما أعفاها من المسؤولية الكاملة في الشهادة أمام القاضي فجعل عليها نصف مسؤولية الرجل
إن نسيت الشهادة أو تخلفت عنها كما قال سبحانه و تعالى (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ
فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) 282 البقرة
منحها المسؤولية في تحديد المولود ونسبه دون مشاركة أحد معها في تقرير هذا الأمر العظيم
والذي تقام وتبنى علية احكام المواريث وهذه مكانة كبيرة وثقه بالغة بالمرأة في التشريع الإسلامي، كما أعفاها ديننا الحنيف
عن النفقة وتكاليف الجواز ومنحها المهر والنفقة الكاملة كحق من حقوقها على الزوج وذلك دون المساس
بأموالها وممتلكاتها الشخصية.
حقوق المرأة في الاسلام:
لقد كرمها الاسلام تكريماً خاصً وعظيما باعتبارها هي الأم التي وجبت طاعتها وبرها والاحسان اليها
وأقرن رضا الله عز وجل برضاها وأشترط قبول شكره لعبده بشكرها حيث قال عز وجل في كتابه الكريم
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )
سورة لقمان الآية (14)، ولقد جعل الله حقوقها أعظم من حقوق الأب وأكد على ذلك في نصوص قرآنية كثيرة
وفي السنة النبوية أيضاً ومنها قوله تعالى جل وعلا ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ) سورة الأحقاف الآية (15) ،
وفي قوله تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) سورة الإسراء الآيات ( 23، 24 ) .
روى ابن ماجه (2781) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه وأرضاه أنه قال (أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ قَالَ وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟
قُلْتُ نَعَمْ قَالَ ارْجِعْ فَبَرَّهَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْجَانِبِ الآخَرِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ قَالَ وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟
قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ
أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ قَالَ وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ)
صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة وهو عند النسائي (3104) بلفظ ( فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا )،
روى البخاري (5971) ومسلم (2548) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟
قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ ).
حقوق المرأة على زوجها:
كرم الدين الاسلامي المرأة الزوجة واوصى الأزواج بهن خيرً وأمر الأزواج بالإحسان في معاشرتها وبين أن خير الرجال المسلمين وأفضلهم الذين يعاملون زوجاتهم بالإحسان لقوله تعالى ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) سورة النساء الآية ( 19 )،
وقوله تعالى ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) سورة البقرة الآية ( 228 )،
قوله النبي صلى الله عليه وسلم ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468)،
وقوله صلى الله عليه وسلم ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
حقوق المرأة في الاسلام:
وكرمها الدين الاسلامي في حالة إن كانت بنتاً فأشاد بتربيتها وجعل لها أجراً عظيماً وذلك
لقول النبي صلي الله عليه وسلم ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ) رواه مسلم (2631)،
وروى ابن ماجه (3669) عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه وأرضاه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ ( مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه وقوله (من جِدَته) أي من غناه.
دور المرأة في الاسلام :
لقد كرمها الاسلام أختاً وفي حالة إن كانت عمة أو خالة وحث على ذلك وأمر بصلة الأرحام ومنه
قوله صلى الله عليه وسلم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَرْحَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ
نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ ) رواه ابن ماجه (3251) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، وروى البخاري (5988)
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ قال اللَّهُ تعالى عن الرحم ( مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ ).
قيمة المراة في الاسلام:
حقوق المرأة في الاسلام رفع الدين الإسلامي شأن المرأة وساوى بينها وبين الرجل في كثير من الأمور فهي مثل الرجل
مأمورة بالإيمان متساوية مع الرجل في الجزاء ولها حق الأمر بالمعروف وانهي عن المنكر وأن تدعوا الى الله ولها
حق التملك والشراء والبيع والإرث والتصدق والتعليم ولها كافة الحقوق التي تمنحها الحياة الكريمة فقد حباها الله ورعاها
وكرمها في كثيراً من المواطن والنصوص القرآنية والسنة النبوية.
قدمنا لكي حقوق المرأة في الإسلام التي خصها الله بها وميزها وأوصى وأشاد بها في ذات مكانة عالية ومرموقة عند الله وفي الدين الاسلامي نتمنى أن ينال هذا المقال إعجابكم مع تحيات أسرة مجلة أنا حواء.
شفت كل المفالات لديكم واتابعكم بشكل يومي