مكانة المرأة المصرية بين الماضي والحاضر! للكاتب احمد المرسي

Samara ali13 فبراير 2023

متابعي مجلة انا حواء أهلا ومرحبا بكم مع مقالة جديدة بعنوان  مكانة المرأة المصرية بين الماضي والحاضر

ربما لو رأيت المرأة في القرى المصرية على ضفاف الترع , فإنك سوف تراها تحمل الآنيه  ” نحاسية كانت أو فخارية ” فوق رأسها دون حتى أن تمسكها بيديها ، وتوازنها بطريقة تحتار فيها كمُشاهد

وتسأل كيف تفعل ذلك , ولكن إذا نظرت إلى رسومات المعابد القديمة فستجدها هي هي نفسها طريقة الحمل التي رُسمت فوق جدرانها ,

وربما تجدها كذلك تحمل طفلها مثلما كانت تحمله منذ آلاف السنين .. على كتفها , وستجدها كذلك  المرأة المصرية

تقول العديد من الكلمات التي كانت ترددها منذ عصور سحيقة تمتد إلى 2000 عام قبل الميلاد , وهي كلمات رغم تعاقب الأجيال وتغير اللغة, والإختلاط بالوافدين لم تتغير , مثل أن تقول لولدها :”أشيلك أوبه” , و”أوبة” في اللغة المصرية القديمة

تعني “يحمل” , ومثل أن تقول :”بح” وهي كلمة مصرية بمعنى “انتهى”

أو أن تنادي طفلها الذي يتعلم المشي “تاتا” وهي كلمة مصرية قديمة بمعنى “دوس أو إمشي” , وغيرها من الألفاظ التي تستخدمها

وتمثل نسبة كبيرة من كلماتها اليومية ربما حتى الملامح قد تتشابة في الصعيد بتلك الصور الجميلة للنساء في مصر القديمة

وهي ملامح متناسقة حسناء

ما عليك فقط إلا أن تزور تمثال “ميريت آمون” في سوهاج حتى تعرف معنى الجمال الحقيقي للمرأة المصرية .

ولكن وإن كانت المرأة المصرية كما هي منذ آلاف السنين ـ كما تشير الأبحاث العلمية الأنثروبولوجية أن 92% من دمائها المصرية

هي نفس الدماء التي كانت تجري في دماء جدتها قبل ميلاد المسيح بآلاف السنين

فهناك شيء واحد قد اختل ميزانه في حياة المرأة المصرية في المجتمع المصري الآن هو “المكانه” .

مكانة المرأة المصرية :

تكمن الأهمية التاريخية للحضارة المصرية في إرساء مفهوم “الإنسانية” لدى البشرية الأولى , فهي من صنعتها وقد أهدتها إلى العالم

ففي حين كانت اليونان القديمة وقتها مجرد مستنقعات وأحراش كان في مصر مدن ومعابد وجيوش ومدنية  كاملة مستقيمة الخطى ثابتة الحركة

فيقول “ويل ديورانت” في موسوعته  قصة الحضارة :

” أن المصريين كانوا أنظف الشعوب في العالم القديم حتى أنهم مثل اليابانيين في العصر الحديث  كانوا يستطيعون أن يشموا رائحتهم الذاتية  بعيدأ عن النظافة الشخصية والسلوك الحضاري وإهداء العالم فكرة “الضمير” الذي أُسست عليه الأخلاق والأديان “

كذلك كما يقول “هنري بريستد” في كتابة “فجر الضمير” كان هناك قيمة مهمة ربما إختصت بها مصر نفسها  هي “الإعتراف بدور المرأة ”

تعدت المراة في مصر القديمة كونها شريكة الرجل ومساويه له ، فهذا المفهوم في حياة المصري القديم لم يكن ليقبل الجدال أو النقاش

حيث تقول “كريستيان دي روس ” في كتابها ” عن المرأة المصرية ” :

” كانت المرأة المصرية تحيا حياة سعيدة في بلد يبدو فيها أن المساواة بين الجنسين أمر طبيعي “

الحقيقة أن المرأة ذهبت في مصر القديمة إلى مرتبة “التقديس “. إذا طالعنا قائمة بالآلهه المصرية القديمة سنجد آلهه

مثل الحكمة والجمال والإخلاص والوفاء عند المصريين القدماء وهذه الآلهه كان يجسدها إمرأة , “ماعت” و”إيزيس” كمثال

حتى أن “إيزيس” الجميلة إنتقلت عبادتها إلى الرومان ومناطق كبيرة في آسيا وحوض البحر المتوسط  واستمرت عبادتها إلى فترة متأخرة

وحتى ظهور المسيحية كديانه.

ولكننا هنا لا نتحدث عن “تقديس” مفهوم الإنثى كذلك عند المصري القديم , ولكننا نتحدث عن “معاملة” المرأة الطبيعية في الأسرة المصرية

والتي كان لها مكانتها الخاصة .

دور المرأة في المجتمع المصري القديم :

في مصر القديمة تمتعت المرأة المصرية بحقوق من أهما حقها الكامل والمتساوي مع الرجل فيما يختص بحق الميراث حتى أنها شغلت العديد من المناصب مثل قاضي ووزير وملكة أيضاً

فيقول “هيرودوت” :

“إن المصريين في عاداتهم وطريقة حياتهم يبدون وكأنهم يخالفون ما درج علية البشر فالنساء عندهم على سبيل المثال يذهبن إلى الأسواق ويمارسن التجارة”

وهذا وإن دل فإنه يدل على النظرة المتعجبة من “هيرودوت” الإغريقي الذي لم تكن قد وصلت “المدنية” والحضارة ومفهوم مثل مفهوم

“حقوق المرأة” إلى بلاده مثلما وصلت إلى بلاد النيل .

المرأة في مصر الفرعونية :

كانت المرأة في حياة المصري القديم هي “الشريكة والحبيبة” ولذلك لا تجد نقش قديم إلا والمرأة في ظهر الرجل , حتى أن فكرة “الحب”

ذاتها قد خلقها الرجل المصري , والحب عند المصري القديم كان فعل , وهذا ما تظهره أحد الرسائل القديمة من زوجة إلى زوجها

من أن مسئولية البيت لم تكم فقط حمل على كاهل المرأة كما هي الآن , فتقول الزوجة في الرسالة وهي تعاتب زوجها عتاباً حسناً :

“لو لم تساعدني فسوف يذهب الحب الذي جمعنا, إن مسئولية البيت كبيرة , ورعايته هي التي تجعله بيتاً حقيقياً “.

مازال الحديث مستمراً عن مكانه المرأة المصرية في مصر القديمة والتي إمتهنت في العصر الحديث بسبب ثقافة وافدة لم تكن في المصريين

في الأساس , فتخبرنا إحدى البرديات الموجودة في المتحف المصري , بوجود عقاب للتعدي على المرأة , فمجرد شتم المرأة أو منادتها

بلفظ مهين كان يستوجب العقاب , فهذا القاضي قد حكم على زوج في قضية رفعتها زوجته عليه تتهمه فيها بسبها

وكانت عقوبته الإيلام البدني بالضرب مائه مرة مع تهديده بالحرمان من كافة حقوقة المالية إذا كرر هذه الفعله مرة أخرى .

تقول إحدى التعاليم المصرية القديمة والمكتوبة على ورق الحلفا :

“اخلص لحبيبتك كما هو واجب عليك واسع إلى ما يدخل السرور إلى نفسها طالما أنت على قيد الحياة”.

مثل هذه المعاني السامية لم تكن موجودة في العصور القديمة ولا حتى في العصور الحديثة , خاصة في منطقتنا الجغرافية

ومما يدل على ذلك أكبر دليل هو ما كتب المقريزي والذي يفسر المنظور الذي نظر به العرب ذوي القيم الذكورية البدوية إلى المصريين

عندما فتحوا مصر , فهم لم يفهموا سلوك الإحترام الذي يقدمة الرجل إلى المرأة المصرية حتى أن المقريزي قد شبهه بالخضوع والعبودية

لغياب فكرة الحب والإحترام عن عقله , ونسج القصص الخيالية التي يفسر بها هذا السلوك الذي يراه غريباً  فيقول :

” إن فرعون عندما غرق مع رجال جيشة وهو يطارد موسى خلت مصر من الرجال , ولم يبق فيهم إلا العبيد فطفقت المرأة تعتق عبدها

أو اجيرها ليتزوجها وشرطن على الرجال ألا يفعلوا شيئاً إلا بمشورتهن وأمرهن فأجابوهن في ذلك فكان أمر النساء على الرجال”.

وما قالة المقريزي لا يتعدى كونه أساطير حاكها بحكم علمة وعقليه عصره , وتأثير بيئته , فهل كان كل المصريين في جيش فرعون

إن صح ذلك , وهل يحارب أبناء الوطن ويتركون العبيد في بلادهم يتمتعون بخيراتها , والحق أن يحارب العبيد عن اسيادهم ؟

ولكن سقنا هذه العبارات التي كتبها المورخ العربي للتدليل على النظرة الشائعة في تلك الأزمان للمرأة , والتي وللأسف الشديد تأثر بها المجتمع المصري في النهاية.

خلاصة القول يهمنا أن نورد ما قاله العالم الألماني “ماكس ميلر” واصفاً منزله المرأة في مصر القديمة حيث يقول :

” ليس ثمة شعب قديم أو حديث رفع منزلة المرأة مثلما رفعها سكان وادي النيل”.

قدمنا لكم مقالة بعنوان مكانة المرأة المصرية بين الماضي والحاضر اتمني ان تكون نالت علي اعجا حضراتكم

مع تحيات اسرة مجلة انا حواء

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *